منذ بداية تأسيس مجلس الاعمال العراقي في الاردن عام 2006 حرصت على ان يكون المجلس نواة لمشروع اقتصادي و ثقافي و انساني يعكس روح العصر من حيوية و تفاعل بين جيل جديد من رجال الاعمال الذين يدافعون عن ثقافة بلدانهم و يؤمنون بدعم المجتمعات المدنية التي يعملون فيها بقيم تعبر عن الاهداف الانسانية التي بها تزدهر المجتمعات ومن هنا كانت فكرة اطلاقنا لمشروع (ابداع) و هو المشروع الثقافي للمجلس والذي يدافع عن ثقافات العراق وحضارته المتنورة وان نبرز فنون وثقافات الفسيفساء العراقية الجميلة من تنوع جميل متعايش قل نضيره وان يروج لها في كافه الفنون و يحافظ على تراث وتاريخ النخبة و الاجيال الصاعدة من مثقفين و فنانين و ادباء و شعراء الذين حافظوا و عملوا على ان تضل شعلة الامل تنير درب الاجيال.وكانت من نتائج مشروع (ابداع) انه تحول الى أكبر برنامج ثقافي عراقي خارج العراق وأثمر عن عدد كبير من المشاريع الثقافية التي وجدت بانها مهمة لانجاز هذا الحلم وان نطلقها من خلال المجلس منفردا او مع جهات ذات اهتمام مشترك ومنها:

(دعم جائزة تميز) وهي جائزة سنوية انشئها المهندس المعماري العراقي احمد الملاك بالتعاون مع جامعة كوفنتري البريطانية تتضمن مسابقة لمشاريع معمارية مختلفة الفئات وأصبحت خلال سنوات قليلة من اهم الجوائز العالمية وتشمل الجائزة فئات مختلفة منها جائزة التخرج المعمارية لطلبة الجامعات العراقية ومسابقة لتحكيم تخرج الجامعات العالمية ومسابقة افضل انجاز معماري مدى الحياة وجائزة محمد مكية وجائزة رفعة الجادرجي وجائزة المرأة في العمارة وجائزة مكتب ديوان (المهندس محمد الاعسم) و يحكم الجوائز معماريين عالميين من مختلف الجامعات والمؤسسات والشركات العالمية ويذكر ان الراحلة الكبيرة المعمارية زهاء حديد شاركت في تحكيم الجائزة منذ بدئها وكانت من الداعمين والمتحمسين لها, ومن لقائي مع المهندس الملاك عند تأسيس الجائزة وجدت من المناسب جدا ان يتبنى المجلس هذه الجائزة عن طريق منح المجلس الفائز الاول منحة دراسية لنيل درجة الماجستير في احدى الجامعات العالمية وان ندعم الاحتفال السنوي بمنح الجائزة دعم مباشر سخي والان يفتخر المجلس بكون عدد الطلاب الذين نالوا هذه المنحة قد تخرجوا بالفعل وان الاحتفالية السنوية أصبحت مثار اعجاب من قبل اكبر الجامعات العالمية ومن قبل الجامعات في العراق والأردن ومصر ولبنان، نحن نجد ان دعم جائزة تميز يمثل المسؤولية الاجتماعية للمجلس والشراكة الحقيقية بين مجتمع الاعمال و الجهات الاكاديمية لتطوير قدرات الطلبة حديثي التخرج و الذين يتمتعون بالموهبة.

ومن ضمن مبادراتنا كان (مشروع لدي حلم (وهو مشروع دائم بين الفنانين التشكيلين العراقيين والعرب والاطفال المصابين بأمراض مستعصية والذين يتعالجون في الاردن وهو ورشة يساهم فيها الفنانون بتعليم الاطفال الرسم في لوحات مشتركه يهدف المشروع الى تسليط الضوء على معاناة الاطفال واهاليهم في رحلة العلاج المضنية وهو مشروع مستدام ومستمر.

و (مشروع الفن من اجل التغيير المجتمعي) وهو مشروع دائم بين المجلس وجامعة دار الكلمة وهي جامعة وطنية مقرها في بيت لحم والفكرة تولدت من لقائي مع عميدة الجامعة في عمان حيث وجدنا ان هناك حاجة ملحة لنقل الخبرات والتجارب بين الطلبة والاساتذة في العراق والاردن وفلسطين عن طريق ورش مشتركة تهدف الى تبادل الخبرات في الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والسينمائي الى غيره من الفنون الحرفية والتي تؤهل الطلاب والاساتذة لاكتساب مزيد من الخبرات التي تؤهلهم مهنيا..

كما اذكر مشروع (ذاكره مكان) والذي اقيم بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية وساهم في المشروع فنانين تشكيلين عراقيين وعرب واجانب يهدف المشروع تسليط الضوء على معاناة العراقيين المهجرين داخل العراق وهو من ضمن التعاون الدائم بين المجلس ومنظمة الهجرة الدولية للمساعدة على تسليط الضوء على معاناة المهجرين.

كما يطيب لي ان اذكر عدد من المبادرات التي قمنا فيها في مجال دعم المجتمعات المدنية حيث بادر المجلس مع برنامج الامم المتحدة الانمائي لاطلاق (برنامج الميثاق العالمي للأمم المتحدة والخاص بالمسؤولية الاجتماعية للشركات في العراق) وينص هذا الاتفاق بالتزام الشركات بمجمل من المباديء الانسانية السامية من المساواة بين الرجل والمرأة بالأجور والحقوق وفرص العمل والاتفاق يمنع عمالة الاطفال ويدعو الى المحافظة على بيئة نظيفة ومحاربة الفساد الى غيرها من القيم السامية.
كما شاركت بتسجيل المجلس بمشروع (مشروع العراقيين في الشتات) والذي تم بمساعدة برنامج الامم المتحدة الانمائي ويهدف هذا المشروع الى تبادل الخبرات بين عراقيي الداخل والخارج في كافة المجالات الاقتصادية والعلمية والجامعية.

كما سعيت الى لقاء خبراء في منظمة الاسكوا لاشراك المجلس ببرنامج (تشاركية القطاع الخاص في الحكم الديموقراطي) بالمشاركة مع منظمة الاسكوا (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا) والبرنامج بداء بورشة لمنظمات المجتمع المدني العراقي اقيمت برعاية المجلس لتعلم صيغ التشاركية في الحكم الديموقراطية وانبثقت عن مبادرة المجلس الحملة الوطنية للتشاركية هدفها تعريف المواطن بحقوقه في الحكم الديموقراطي الرشيد.
كما ساهم المجلس بنشر كتب وروايات ودراسات لكتاب ومثقفين بارزين عراقيين ومنها قصة الهارب للقاص والاديب الراحل محمود البياتي ومذكرات تلميذة للمربية الفاضلة السيدة مي شبر والاعمال الكاملة للروائي العراقي المعروف الأستاذ هيثم بهنام بردى وساهم في نشر كتب أخرى تخص العمارة والفن العراقي وقمنا برعاية العشرات من حفل توقيع الكتب ومنها على سبيل المثال كتب للكتاب والمثقفين العراقيين اذكر منهم قارئ المقام الأستاذ حسين الاعظمي والمؤرخ وخبير التحف والاديب الدكتور طالب البغدادي والروائي الأستاذ هيثم بهنام بردى وخبير التحف والنوادر الأستاذ محمد البغدادي والإعلامية المعروفة اسيل عبد الحميد والإعلامي المعروف الدكتور مجيد السامرائي والإعلامي المتألق محمد السيد محسن وغيرهم الكثير.

واستضاف برنامج ابداع ولسنتين متتاليتين فرقة زيبانك البريطانية وهي تضم فريق حكواتي ينطق الأغاني باللغة السومرية ويتغنى بشعر الشاعرة العراقية السومرية العظيمة انهدوانا ابنه الملك الكبير سرجون الأكدى مع فريق من جامعة كيمبرج البريطانية والمتخصص بعلم السومريات يلقي به متخصصين محاضرات عن الحضارة السومرية العظيمة حضارة ارض ما بين النهرين وكان الحضور لهذه الاحتفالية الثقافية ملفت من قبل الجالية العراقية والمجتمع المحلي.

ومن خلال قاعة ابداع – زين والعائدة للمجلس استقبلنا ورعينا عدد كبير من المعارض التشكيلية، ومنها والتي أقيمت خلال عامي 2018- 2019:
المعرض الشخصي السادس للفنان التشكيلي العراقي ستار لقمان بعنوان (اضاءات لا تنتهي)، المعرض الشخصي التاسع للفنان التشكيلي العراقي دهام بدر بعنوان (إضاءات عراقية)، المعرض الشخصي الرابع عشر للفنان التشكيلي العراقي مطيع الجميلي، المعرض الشخصي الثاني للفنانة التشكيلية العراقية هدى أسعد (علامات تكوينية)، والمعرض الشخصي الثالث للخط العربي للخطاط العراقي عادل الهادي، المعرض الشخصي للنحات العراقي يحيى عبد القهار تحت عنوان (شغف الأجساد)، المعرض الشخصي للفنان التشكيلي د. عمر المطلبي بعنوان (لمسة لون)، والمعرض الشخصي للفنان التشكيلي مهدي الشمري بعنوان ( نساء ومدن) ,و المعرض التشكيلي المشترك بعنوان ( تشكيليات عراقيات واردنيات) الذي نظمه الأستاذ الجامعي والفنان التشكيلي
د. إبراهيم العبدلي بالاشتراك مع مجلس الاعمال العراقي ،وشارك فيه فنانات تشكيليات من العراق والأردن وهم: الفنانة بشرى الخطيب ، الفنانة زينب جريدان ، الفانة هبة اللامي، الفنانة رواء الراوي، الفنانة ريم أبو شحوت، الفنانة سفانة صلاح، الفنانة إسراء الحاتمي ، الفنانة أسماء صبيح، الفنانة ريم برقاوي، الفنانة ياسمين حجازي.

أن ايماننا عميق وراسخ بالرسالة الانسانية والثقافية والاقتصادية التي يجب ان تتحلى بها مجتمعات الاعمال اتجاة المجتمعات المدنية من اجل العمل لتحقيق الرفاهية والمستقبل الزاهر وان برنامج ابداع سيذكر دائما بانه البرنامج العراقي الثقافي الكبير والطموح لمجتمع الاعمال العراقي المنتمين لمجلس الاعمال العراقي في الاردن.

وتقبلوا منا فائق الاحترام…

د. سعد ناجي
رئيس اللجنة الاجتماعية والثقافية وريادة الاعمال (المسؤولية الاجتماعية)
نائب الرئيس وامين سر مجلس الاعمال العراقي